أظهرت دراسة حديثة أن دواء الميتفورمين، الذي يُستخدم عادة لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، يمكن أن يكون له تأثير إيجابي في تخفيف آلام الركبة الناتجة عن هشاشة العظام، وخاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.

هذه الدراسة التي أُجريت في جامعة موناش تضمنت 107 مشاركًا من كبار السن، حيث تم إعطاؤهم 2000 ملغ من الميتفورمين يوميًا لمدة ستة أشهر، كما تم مقارنة هذه المجموعة مع مجموعة أخرى تناولت دواء وهميًا.

نتائج الدراسة أظهرت أن المشاركين الذين تناولوا الميتفورمين شهدوا انخفاضًا كبيرًا في شدة الألم، حيث انخفض الألم بمقدار 31.3 نقطة على مقياس من 0 إلى 100، بينما شهدت المجموعة التي تناولت الدواء الوهمي انخفاضًا قدره 18.9 نقطة فقط.

وهذا يشير إلى فعالية الميتفورمين في تخفيف آلام الركبة المصاحبة لهشاشة العظام، مما يعزز من إمكانية استخدامه كعلاج مساعد للمرضى الذين يعانون من هذه الحالة.

البروفيسورة فلافيا سيكوتيني، الباحثة الرئيسية في الدراسة ورئيسة قسم أمراض الروماتيزم في مستشفى ألفريد، أكدت أن هذه النتائج تظهر أن الميتفورمين يمكن أن يكون وسيلة فعالة وآمنة من حيث التكلفة لتخفيف آلام الركبة لدى الأشخاص الذين يعانون من هشاشة العظام وزيادة الوزن.

وقد أشارت أيضًا إلى أن العديد من المرضى يواجهون صعوبة في اتباع العلاجات التقليدية مثل فقدان الوزن أو ممارسة الرياضة، مما يجعل الميتفورمين بديلاً مناسبًا لهذه الخيارات.

كما أن الأدوية التقليدية مثل المسكنات الموضعية أو الأدوية المضادة للالتهابات قد لا تكون فعالة لجميع المرضى، مما يسلط الضوء على أهمية إيجاد خيارات علاجية جديدة.

الميتفورمين، الذي يستخدم عادة لعلاج مرض السكري، يعتبر بديلاً واعدًا لعلاج آلام الركبة دون الحاجة إلى التدخل الجراحي.

البروفيسورة سيكوتيني أضافت أن استخدام الميتفورمين يمكن أن يساعد في تأجيل الحاجة إلى عمليات استبدال الركبة، التي تزداد معدلاتها بين المرضى في المراحل المبكرة من مرض هشاشة العظام.

كما أكدت أن هذا الدواء يمثل خيارًا علاجًا فعالًا ومتاحًا للجميع، حيث يمكن وصفه من قبل الأطباء ضمن خطة علاجية شاملة تشمل التحكم في الوزن وزيادة النشاط البدني.

بهذا الشكل، يمكن أن يصبح الميتفورمين جزءًا من الخطط العلاجية لعلاج هشاشة العظام، مما يساهم في تحسين جودة حياة المرضى ويقلل الحاجة لإجراء جراحات مبكرة قد تحمل بعض المخاطر والتحديات.