في بعض الدول المجاورة، وفي الفترة الأخيرة، وجدنا أن الانتخابات العامة تنحو وبشكل صارخ لتكتلات سياسية على أساس قبلي، ومن يشاهد احتفالات تلك القبائل بفوز أبنائها المرشحين بتلك الانتخابات يحس أن كل قبيلة ومرشحها هو فقط للدفاع عن مصالحها وليس عن مصالح أوطانها، وهذا طبعاً يجري على تقسيمات ضيقة كالتكتلات الدينية والمذهبية في مجتمعات تشكّل هذه الهويات المتعددة خطورة على الهوية الوطنية الجامعة.
كما يقال إن المال عزيز ويتخطى جميع الانتماءات الضيقة ومنها الانتماء القبلي، خاصة في تكتلات رجال المال والأعمال كما في الغرف التجارية مثلاً التي تقدمت على مجتمعاتها في توصيل صوتها والدفاع عن مصالحها في تلك التكتلات التجارية المعروفة بعيداً عن الانتماءات الجهوية والقبيلة مثلاً، وهذا موجود منذ تأسيس تلك الكيانات التجارية، ولكن في بعض الأحيان نشهد إعلانات صادمة تدعو إلى تنازل هذا المرشح أو الدعوة إلى إيصاله ليس على أساس مهني أو وطني بل على أساس قبيلي أو وطني صارخ، وهذا فيه تشويه للعملية نفسها وللولاء المتعدد الذي يمثل خطورة على الوطن والكيانات الجامعة.
القبيلة مؤسسة اجتماعية راسخة في بعض المجتمعات ولها تقديرها، ولكن المغالاة في الارتباط بها أرى أنه سلبي ويتناقض مع مفهوم الدولة الوطنية، وأعتقد أن وسائل الإعلام بكافة أشكالها عليها دور مهم في التقليل من هذه الهويات الفرعية وليس إلغاءها بالعكس تعزيز القيم الإيجابية فيها بعيداً عن التعصب والشوفينية، فمهرجانات الإبل وما يصحبها من مناشط اقتصادية وثقافية ممكن أن تكون جيدة، ولكن لا يفترض أن تنحرف في التعصب الضيق لهذه القبيلة أو تلك.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.