أخبار عاجلة

مراجعة فيلم The Stranger

مراجعة فيلم The Stranger
مراجعة فيلم The Stranger

تمت مراجعة فيلم The Stranger من مهرجان كان للأفلام، حيث تم عرضه للمرة الأولى عالمياً.


إلى أي مدى يمكن أن تثقوا بشخص غريب كلياً؟ هذا هو السؤال الذي يتعمق به فيلم The Stranger المبني على قصة حقيقية، والذي يبدأ مع لقاء بالصدفة حيث يخوض رجلان محادثة على متن حافلة. وسرعان ما تتشابك قصصهما، حيث يتصادق هنري (شون هاريس) وهو رجل وحيد رحّال ذو ماض غامض، مع بول (ستيف موزاكي) وهو رجل قد يكون قادراً على منحه فرصة العمر.

الأمر ليس بهذه البساطة بالطبع، لكن المشاهد ذات الإضاءة الخافتة والمزاجية في الحافلة التي تلي ذلك تبدأ في تمهيد الطريق لفيلم مثير مليء بالتوتر... حتى قبل أن تكتشفوا تماماً ما يحدث. وهنا يأتي مارك (جويل إدغيرتون)، أحد أصدقاء بول الذي لديه فرصة عمل لهنري لكنها ليست قانونية تماماً.

يسير المخرج توماس إم رايت بمهارة عبر ظلال مناظر المناطق الريفية في أستراليا بينما نحاول نحن (الجمهور) وهنري كشف ما يحدث. صحيح أننا لا نعرف سوى القليل جداً عن هنري، لكننا نعرف أقل حول مارك. في الواقع، يأخذنا القسم الأول من The Stranger في تجربة تشبه جلوسنا كراكب ثان مع هنري في هذه الرحلة.

لكن بمجرد أن يجذبكم The Stranger إليه، يقوم بتغيير اتجاهه.

ينقلب The Stranger رأساً على عقب، وسرعان ما يكشف ما الذي يجري تماماً، وفي نفس الوقت يحول وجهة النظر بشكل كبير من هنري إلى صديقه الجديد مارك. وهنا يقدم إدغيرتون أحد أكثر الأدوار تميزاً في مسيرته المهنية حتى الآن.

يأتي فيلم The Stranger مبنياً بشكل غير دقيق على قصة اختطاف حقيقية لطفل أسترالي حدثت في 2003 والجهود اللاحقة التي بذلتها الشرطة الاسترالية لتقديم قاتله للعدالة. يتضح أن مارك شرطي متخفي، لكنه يسير على خط رفيع للغاية، ويكاد يفقد نفسه لأنه أصبح صديقاً مثالياً ليثق به هنري. إن الانزعاج الهادئ الذي يشعر به إدغيرتون وهو يصادق الشيطان ببطء هو أمر رائع للغاية، بينما تُظهر لمحات من الحياة الحقيقية للشخصية جانباً مختلفاً تماماً للرجل. من الواضح أن كيفية تصالحه مع هويته هي نقطة مؤلمة للغاية، ويقدم إدغيرتون هذا بأسلوب دقيق وطبيعي للغاية.

يقدم إدغيرتون أحد أكثر الأدوار تميزاً في مسيرته المهنية حتى الآن.

بالطبع تمت تهيئة مارك ليبدو في مظهره ملائماً للشخصية التي يجسدها بشكل متخفي، لكن أوجه التشابه تذهب إلى أبعد من ذلك وتتغلغل إلى حياته الخاصة. حيث تبدأ الآثار الجانبية غير المقصودة بالظهور، ومن الواضح أن مارك تعمق كثيراً. ويتركنا سلوك إدغيرتون في حالة توتر دائمة حيث يصبح شيئاً فشيئاً غريباً أكثر حتى على نفسه.

يحتوي الفيلم على لمسة من أجواء فيلم Prisoners للمخرج دينيس فيلينوف التي تضم الكثير من التوتر، وإن كان ذلك مع لمسة أسترالية مميزة. لكن ما أنجزه المخرج رايت هنا رائع بحد ذاته.

يستخدم الفيلم أسلوب القطع السريع في المشهد مما يتركنا متحفزين ومتوترين حيث يتم تقديم تفاصيل ماضي هنري الغامض ببطء شديد. إن محاولة فهم الصورة الكاملة بأنفسنا هو متعة بحد ذاتها. كما أن استخدام الصوت ذكي للغاية أيضاً. ففي مرحلة ما يتغير صوت الفيلم بشكل ملحوظ ليصبح مجوفاً للغاية... وذلك عندما ندرك أننا نسمع المشهد من خلال ميكروفون مخفي يرتديه أحد الضباط.

هناك الكثير من هذه الحيل المميزة في جميع أنحاء الفيلم، مثل أشرطة صوتية بطيئة، وقَطْع الصورة بشكل سريع مما يكشف على الفور عندما يكذب شخص ما. يستخدم رايت كل أداة في ترسانته لإبقائنا مشدودين طيلة الوقت، وهي تنجح في تحقيق غايتها حقاً.

كان اختيار شون هاريس ممتازاً لدور هنري، حيث تتمكن غرابته الفريدة من تعزيز شخصيته لأضعاف مضاعفة. وقد تمكن هاريس من تجسيد هذه الغرابة بشكل رائع في شخصيته مستخدماً هدوءاً يثير القلق ليعطي هاريس طابع الشخص الرحالة غريب الأطوار. لكن أيضاً مع إضفاء طابع من الغضب الخفي الذي يتفجر تحت السطح.

على الرغم من ماضي هنري العنيف، يتخذ رايت خياراً مميزاً لتجنب أي تلميح للدموية، وبدلاً من ذلك يركز على السوداوية المحيطة بكل من هنري ومارك. قد يكونان على جانبين مختلفين متناقضين للغاية من القانون، لكن هناك تشابهاً مقلقاً بين الاثنين، وهو تشابه يعاني منه مارك بوضوح.

إنه من أفلام الإثارة التي لا تأتي إلا مرة واحدة كل فترة.

إن The Stranger فيلم إثارة معقد بشكل مثير للمفاجأة والذي يضفي لمسة مميزة غير متوقعة على الصيغة. يقدم إدغيرتون أفضل أداء له في مسيرته المهنية إلى جانب هاريس، الذي يتمتع بسوداوية خفية بارعة. ويتكامل كل ذلك مع خيارات ممتازة من ناحية الأسلوب، وموسيقى تصويرية مخيفة تشق طريقها عبر كل مشهد. ومثل معظم الأفلام المبنية على قصة حقيقية، لا بد أن نتساءل ما مقدار التفاصيل الحقيقية في هذا الفيلم. في كلتا الحالتين، يقدم The Stranger قصة واقعية قاتمة عن مهمة بوليسية ربما تتمادى أكثر من اللازم، وشرطياً متخفياً يكافح حتى لا يفقد نفسه تماماً.

- ترجمة ديما مهنا

قد يكون The Stranger أحد أفلامي المفضلة من مهرجان كان 2022. فهو مُشبع بواقعية حازمة، ومغطى بظلال ألوان مكتومة، ويكتمل بخيارات ملهمة من ناحية الأسلوب. إنه من أفلام الإثارة التي لا تأتي إلا مرة واحدة كل فترة، والذي يمتاز بأجواء مقلقة للغاية مع ما يكفي من التقلبات والمفاجآت التي لا تبقي المشاهدين مهتمين فحسب، ولكن متوترين أيضاً. يضم الفيلم أيضاً أداءً رائعاً من أبطاله، حيث يقدم كل من جويل إدغيرتون وشون هاريس شخصيتيهما بكفاءة عالية جداً. هناك الكثير لنحبه حول The Stranger، وأكثر لنحاول فهمه. والنتيجة هي قصة غنية ومظلمة ستظل في أذهاننا لبعض الوقت.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

السابق كل ما تريد معرفته عن الإصدار التجريبى الجديد iOS 17.5
التالى مايكروسوفت تزيل برنامج WordPad من التحديث المقبل لنظام التشغيل ويندوز 11