المحيطات تزداد سخونة.. كيف يهدد ذلك المناخ العالمي؟

كشفت دراسة علمية حديثة عن ارتفاع معدل احترار المحيطات أربع مرات خلال العقود الأربعة الماضية، مما يشير إلى تسارع ملحوظ في تغير المناخ.

وباعتبار المحيطات المخزن الأساسي للحرارة على كوكب الأرض، فإن هذه الزيادة السريعة في امتصاص الحرارة تنذر بتداعيات خطيرة على المناخ العالمي.

ويحذر الباحثون من أنه إذا استمر الاعتماد على الوقود الأحفوري، فإن معدل الاحترار سيرتفع بوتيرة أسرع في العقود القادمة، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات سطح البحر وزيادة الظواهر الجوية القاسية واضطرابات الأمن الغذائي.

دراسة تسلط الضوء على ارتفاع درجات حرارة المحيطات

وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة Environmental Research Letters، فإن درجات حرارة سطح المحيطات ترتفع بوتيرة متزايدة، وتشير البيانات إلى أن معدل الاحترار في الثمانينيات كان 0.06 درجة مئوية لكل عقد، لكنه ارتفع الآن إلى 0.27 درجة مئوية لكل عقد.

وتوقعت الدراسة أن يستمر هذا التسارع خلال العشرين عامًا القادمة، مع تفاقم الوضع إذا لم يتم الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة.

التغير المناخي يفاقم اختلال توازن الطاقة على الأرض

وتشير النتائج إلى أن اختلال توازن الطاقة على الأرض وهو الفارق بين كمية الطاقة التي يمتصها الكوكب وتلك التي يشعها قد تضاعف خلال العشرين عامًا الماضية.

ويعزو الباحثون هذا الاختلال إلى ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون والميثان، مما يؤدي إلى احتباس الحرارة في الغلاف الجوي وارتفاع درجات حرارة المحيطات.

وصرّح المؤلف الرئيسي للدراسة، البروفيسور كريستوفر ميرشانت، أستاذ مراقبة المحيطات والأرض بجامعة ريدينغ، لموقع Live Science قائلاً:
“تشير البيانات إلى أن تغير المناخ يحدث بوتيرة أسرع مما كنا نتوقعه سابقًا، مما يستدعي استجابة عالمية عاجلة.”

تأثيرات كارثية على الطقس ومستويات البحر والأمن الغذائي

تؤدي زيادة درجات حرارة المحيطات إلى تفاقم عدة ظواهر خطيرة، منها:
• ارتفاع مستوى سطح البحر نتيجة ذوبان الجليد القطبي.
• تفاقم الأحوال الجوية القاسية، مثل الأعاصير والفيضانات.
• تهديد الأمن الغذائي، بسبب تأثر النظم البيئية البحرية والمناخ الزراعي.

كما أن انخفاض الغطاء السحابي وتراجع مستويات الجليد والثلوج يؤديان إلى امتصاص أكبر للحرارة، مما يسرّع من احترار المحيطات بشكل أكبر.

تحذير العلماء وضرورة خفض الانبعاثات

يحذر الباحثون من أنه بدون تخفيضات كبيرة في استخدام الوقود الأحفوري، ستصبح تأثيرات التغير المناخي أكثر حدة، وأكدت الدراسة أن الحد من الانبعاثات الكربونية والتحول إلى مصادر الطاقة المتجددة هو الحل الوحيد لتجنب كارثة بيئية عالمية.