لطالما كان طور اللعب الفردي والقصص الدرامية التي تقدمها ألعاب Call of Duty عنصرًا هامًا في إصدار كل عام، ورغم تركيز السلسلة على اللعب الجماعي والتعاوني في المقام الأول، إلا أنها تفوقت على جميع ألعاب التصويب الحربية الأخرى في صياغة أحداثًا مثيرة، ولحظات درامية لا تنسى، وشخصيات تبقى عالقة في الأذهان لعقود، رغم ذلك، كان هناك إخفاقات في إصدارات محددة مثل Ghosts على سبيل المثال، وعلى الرغم من أن Modern Warfare كانت الأنجح والأكثر شعبية في طور اللعب الفردي، إلا أن إعادة تقديم السلسلة مع تغيير الأحداث في السنوات الأخيرة لم يكن بنفس الدرجة من الإثارة والتنوع، ويظهر هذا بوضوح في الجزء الجديد MW3.
تبدو Modern Warfare 3 من الوهلة الأولى كتكملة للعبة العام الماضي حتى قبل التطرق لأولى فصولها، فيكفي أن ترى شاشة التحميل في Call of Duty HQ يعتليها شعار الجزء الماضي كما لو أنه خطأ غير مقصود، لكن في الواقع يتم التعامل مع اللعبة كجزء مكمل للعبة MW2 ويظهر ذلك بوضوح في بعض قرارات Activision المثيرة للجدل، مثل إعادة الخرائط الجماعية من جزء 2009، ووجود قصة بأحداث مختزلة تستغرق أقل من 5 ساعات تقريبًا لإنهائها بالكامل، والاعتماد على نفس الصيغة وآليات اللعب المستوحاة من منافسات السلسلة الجماعية وإعادة دمجها في بعض الفصول لتشعر وكأنك تتطرق لشيء جديد، لكنها إعادة تقديم لنفس اللحظات التي سبق وعشتها أكثر من مرة في ألعاب السلسلة السابقة على مدار أكثر من 15 عامًا.
تمتلك MW3 العديد من المقومات التي تمهد لها الطريق لسرد قصة عميقة بمواقف مؤثرة، خاصة مع وجود Vladimir Makarov – الشرير الأشهر في لسلسلة – في دور البطولة، وهو الإرهابي الذي تم تقديمه بشكل مثير للإعجاب في الألعاب الأصلية، سواء في الأداء أو الخلفية الدراميذ بمواقف مؤثرة، خاصة مع وجود كنها إعادة تقديم لنفس اللحظات التي سبق وعشتها أكث رمن مرة في ألعاب السة أو سعيه المستمر لإقحام العالم في حرب عالمية ثالثة، في الواقع مازال ماكروف يحتفظ ببعض سحره، لكنه لا يقارن بالشخصية الأصلية التي دوخت القوات الخاصة ونفذت هجمات إرهابية في شتى بقاع الأرض، ووضعت العالم قاب قوسين أو أدنى من الاشتباك في صراعات طاحنة تشمل الشرق والغرب، رغم ذلك، نرى الإرهابي الروسي بشكل مغاير في هذا الجزء، حيث نجحت القوات الأمريكية في إلقاء القبض عليه لكنه تمكن من الهرب بمساعدة Konni، المجموعة الإرهابية القومية التي استفادت من الاضطرابات الإقليمية في مناطق فردانسك وكاستوفيا ودولة أورزيكستان الخيالية لنشر الفوضى والذعر، ويكتمل مخططهم بعودة العقل المدبر الذي لم يتردد في ارتكاب مجازر جديدة في حق المدنيين لا تقل خسة عن مهمة No Russian الشهيرة، بينما يقتفي أثره كل من Price و Ghost و Soap على أمل كبح جماحه في الوقت المناسب قبل إيقاع العالم في صراع لن يشفى منه أبدًا.
الإضافة الأبرز في هذا الجزء هي ما يعرف باسم "المهام القتالية المفتوحة"، وكما يوضح الاسم، تسعى تلك الميزة لوضع اللاعبين في بيئات شبه مفتوحة للتمتع بحرية كبير في طريقة إنهاء كل مهمة عوضًا عن الفصول الخطية التي اشتهرت بها السلسلة منذ نشأتها، لا يعني هذا أنك ستكون منبهرًا بالتصميم أو طريقة التنفيذ، فكلاهما بدائي للغاية، كما أن السلسلة قدمت مهام مشابهة على استحياء في إصدارات سابقة، نعم الوضع هنا أكبر وعلى نطاق أوسع، لكنها ليست إضافة يترتب عليها تغيير جذري في طريقة اللعبة كما كان يتم الترويج لها، بل تتمحور في النهاية حول الكر والفر ومهاجمة خصومك من أكثر من منطقة ومحاولة التواري عن الأنظار كلما تم اكتشاف وجودك قبل العودة مجددًا لإنهاء ما بدأته، يبدو الأمر أقرب لمهام Spec Ops حيث تستكشف كل منطقة وتعثر على الأسلحة والمعدات والصفائح المدرعة كلما استثمرت وقتك في استكشاف المناطق المحيطة، مع وجود أكثر من طريقة للوصول لهدفك، ولكن عاجلا أم آجلا يتطور الوضع لاشتباك عنيف مع وصول الدعم للأعداء لتجد نفسك محاصرًا بأعداد ضخمة وترتجل بعشوائية للنجاة بحياتك، يمكن القول أن فكرة المراحل المفتوحة جيدة كتغيير على السلسلة، لكن طريقة تنفيذها بدت وكأنها تمت في عجالة، حيث لا تتمتع أي منطقة بالعمق الكافي في التصميم، بل بسيطة بصورة مبالغ فيها.
يظهر جليًا أن فكرة المهام المفتوحة لا تعمل بشكل جيد مع طريقة توزيع الأعداء وردود أفعالهم، يعاني الذكاء الاصطناعي من الاستجابة المتأخرة في بعض المواقف مثل قنص جندي أمام زميله من مسافة بعيدة بينما يواصل نوبة الحراسة وكأن شيئًا لم يكن، أو اكتشاف وجود اللاعب سريعًا من مسافات بعيدة وفي ظلام الليل أثناء اتباع أسلوب التخفي، ناهيك عن أسلوب التغطية والتحرك في البيئة والذي يتم بعشوائية وبأعداد ضخمة مما يجعل كل مهمة أشبه بساحة معركة مشتعلة في حرب عالمية، ولا علاقة لها على الإطلاق بمفهوم "خلف خطوط العدو" الذي اشتهرت به السلسلة واعتمدت عليه في تصميم مهام مثيرة ومنعشة لا تشعرك بكونها روتينية بعد فترة وجيزة.
مازالت MW3 تحافظ على جوهر Call of Duty المتمثل في المهام الخطية السينمائية، حيث المطاردات المميتة، والمواقف التفاعلية وأجوائها المتوترة، والمكائد والانفجارات المدوية، ولكن في حال كنت محب للسلسلة منذ أجزائها الأولى، فعلى الأرجح ستشعر بالتشعب من هذا النوع من القصص وطريقة صياغته، وسيراودك شعور دائم بأنك عشت هذا الموقف من قبل أو خضت تلك المطاردة في جزء سابق من السلسلة، بمعنى أبسط، تبدو القصة في المجمل كـ"مزيد" من نفس المحتوى، مع تغييرات بسيط تحاول أن تبرر مدتها الزمنية القصيرة وأحداثها المختزلة، سواء القصة الرئيسية أو حتى المهام الكلاسيكية التي تم نقلها من اللعبة الأصلية لكنها فقدت إثارتها في الطريق على ما يبدو.
تمنحك MW3 ترسانة أسلحة لا حدود لها، يمكنك تغيير المعدات والأسلحة والمسدسات وحتى التقنيات الخاصة بشكل مستمر في كل مهمة تقريبًا، مع الاعتماد بشكل أكبر على الأدوات التي تساعد اللاعب في الاشتباكات الضخمة، تمامًا كما تفعل في أطوار اللعب الجماعي، تعمل اللعبة على PS5 بشكل جيد، وتحافظ على المستوى الرسومي للعبتين السابقتين مع تحسينات بسيطة هنا وهناك، وهندسة صوتية تجعل أصوات الأسلحة والانفجارات أقرب ما يكون إلى الواقع، لكن الانتقال بين المشاهد السينمائية وأسلوب اللعب كان باهتًا كما لو أن اللعبة غير قادرة على مواكبة تلك الطفرة.
توفر Modern Warfare 3 قصة سينمائية معتادة من Call of Duty مع مطاردات مستمرة وانفجارات مدوية، وهي مناسبة لكل من يبحث عن هذا النوع من التجارب الخفيفة قبل الغوص في المنافسات الجماعية عبر الشبكة، أما إذا كنت تبحث عن شخصيات كاريزمية تدفعك للتعلق بها، وقصة فريدة مع مواقف أصلية غير متوقعة، وتصميمات مبتكرة للمراحل والمهام، فلن تجد ضالتك هنا، بل ستعاني من التصميم المكرر، والذكاء الاصطناعي المتدني، واختزال الأحداث في فترة زمنية قصيرة للغاية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.