الشيروفوبيا، عندما تكون السعادة مصدرا للخوفالخميس 23/يناير/2025 - 11:00 م الشيروفوبيا، أو ما يُعرف بـ"رهاب السعادة"، هي حالة نفسية تتمثل في خوف الفرد من الشعور بالسعادة أو الفرح، نتيجة اعتقاده بأن هذه المشاعر الإيجابية قد تؤدي إلى وقوع أحداث سلبية في المستقبل. فعلى الرغم من أن السعادة تعدّ هدفًا يسعى إليه معظم الناس، إلا أن الأشخاص الذين يعانون من الشيروفوبيا ينظرون إلى السعادة

الشيروفوبيا، أو ما يُعرف بـ"رهاب السعادة"، هي حالة نفسية تتمثل في خوف الفرد من الشعور بالسعادة أو الفرح، نتيجة اعتقاده بأن هذه المشاعر الإيجابية قد تؤدي إلى وقوع أحداث سلبية في المستقبل.

فعلى الرغم من أن السعادة تعدّ هدفًا يسعى إليه معظم الناس، إلا أن الأشخاص الذين يعانون من الشيروفوبيا ينظرون إلى السعادة على أنها حالة قد تؤدي إلى معاناة لاحقة أو فقدان الأمور الجيدة التي يمتلكونها.

تعريف الشيروفوبيا
 

أوضح الدكتور أحمد فهمي استشاري الطب النفسي، أن الشيروفوبيا مشتقة من الكلمة اليونانية "chairo"، والتي تعني "الفرح". وهذا الاضطراب يُعتبر نوعًا من القلق أو الخوف المرتبط بمشاعر السعادة. 
والأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب يتجنبون المواقف التي قد تجعلهم يشعرون بالسعادة، خشية أن يعقبها ألم أو فقدان.

أسباب الشيروفوبيا
 

الشيروفوبيا قد تكون نتيجة مجموعة من العوامل النفسية والاجتماعية والتجارب الشخصية.
من بين الأسباب المحتملة، ما يلي:

التجارب السلبية السابقة: إذا مرَّ الشخص بتجربة سعيدة أعقبها حدث مؤلم أو صادم، فقد يرتبط الشعور بالسعادة لديه بالخوف من تكرار المعاناة.
البيئة الاجتماعية: قد ينشأ الخوف من السعادة في بيئة تربوية تُقلِّل من قيمة المشاعر الإيجابية أو ترى أن الفرح يُعتبر عدم جدية.
المعتقدات الثقافية والدينية: بعض الثقافات تُعزز فكرة أن الشعور الزائد بالسعادة يجلب الحسد أو "العين"، مما يؤدي إلى حدوث مشكلات أو مصائب.
الشخصية القلقة: الأشخاص الذين يميلون إلى التفكير المفرط أو التشاؤم قد يكونون أكثر عرضة لتطوير الشيروفوبيا.
الخوف من الفقد: البعض يعتقد أن السعادة الكاملة تعني قرب انتهاء الخير أو وقوع حدث سيئ يعكر صفو حياتهم.

أعراض الشيروفوبيا
 

الشيروفوبيا ليست مجرد حالة نفسية عابرة، بل تظهر من خلال مجموعة من الأعراض التي تؤثر على حياة الفرد وعلاقاته الاجتماعية ومنها ما يلي:

تجنب الأنشطة الممتعة: يميل المصابون إلى تجنب المناسبات الاجتماعية، الاحتفالات، وحتى قضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة.
التفكير السلبي المستمر: يظهر لديهم اعتقاد دائم بأن الفرح سيجلب الحزن لاحقًا.
الشعور بالذنب عند السعادة: عندما يشعرون بالسعادة، يسيطر عليهم شعور بالذنب أو الخوف من العواقب.
مشكلات النوم: قد يعاني هؤلاء الأشخاص من الأرق بسبب التفكير الزائد في السيناريوهات السلبية المرتبطة بالسعادة.
الانعزال الاجتماعي: نتيجة خوفهم من اللحظات السعيدة، يفضلون البقاء بمفردهم لتجنب أي محفزات قد تثير الفرح.

تأثير الشيروفوبيا على الحياة
 

الشيروفوبيا يمكن أن تؤثر بشكل كبير على جودة حياة الفرد، حيث تمنعه من الاستمتاع باللحظات السعيدة أو إقامة علاقات اجتماعية قوية. 
كما قد تؤدي إلى الشعور بالاكتئاب، حيث يُحرم الشخص من فرصة الشعور بالإيجابية. 
في العمل، قد يُفضِّل المصاب الابتعاد عن المشاريع أو المهام التي تتطلب الحماس أو الفرح، مما يحدّ من تقدمه المهني.

كيفية التعامل مع الشيروفوبيا
 

على الرغم من التحديات التي تواجه المصابين بالشيروفوبيا، إلا أن هناك استراتيجيات وطرق علاجية يمكن أن تساعدهم على التغلب على هذه الحالة، ومنها ما يلي:

العلاج النفسي:

العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يُعدّ من أكثر الأساليب فعالية في علاج الشيروفوبيا. يساعد هذا النوع من العلاج على تغيير أنماط التفكير السلبية وتعليم الشخص كيفية مواجهة مخاوفه.

العلاج بالتعرض التدريجي: يُشجع المعالج الشخص على التعرض التدريجي للمواقف التي تثير السعادة، مما يساعده على التغلب على الخوف المرتبط بها.

الممارسات اليومية:

التأمل واليقظة الذهنية: يمكن أن تساعد تقنيات مثل التأمل والتنفس العميق على تهدئة العقل وتخفيف القلق المرتبط بالسعادة.
كتابة المذكرات: تسجيل المشاعر اليومية يمكن أن يساعد في تحديد الأسباب الكامنة وراء الخوف من السعادة والعمل على معالجتها.

الدعم الاجتماعي:

الحديث مع الأصدقاء أو أفراد العائلة عن المخاوف يساعد في تخفيف الضغط النفسي. كما يمكن أن يشجع الشخص على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية بشكل تدريجي.

القراءة والتعلم:

قراءة كتب أو مقالات عن السعادة وأهميتها للحياة يمكن أن تغيّر من منظور الشخص وتساعده على تقدير اللحظات الإيجابية.

وأخيرًا يلفت الدكتور أحمد، إلى أن الشيروفوبيا ليست مجرد خوف عابر من السعادة، بل هي حالة نفسية تتطلب التفهم والدعم. 
وعلى الرغم من التحديات التي يواجهها الأشخاص المصابون بها، إلا أن العلاج المناسب والمساندة الاجتماعية يمكن أن يساعدوا في التغلب على هذا الخوف والتمتع بحياة متوازنة. 
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.