أخبار عاجلة
عودة أمريكي إلى الحياة قبل استئصال أعضائه! -

«ستموت في العشرين»

«ستموت في العشرين»
«ستموت في العشرين»
«كل الناس كانت تعلم أن مزمّل النور سيموت يوم يكمل عامه العشرين، منذ شب مزمّل وهو يسمع هذه النبوءة، النسوة اللاّئي يزرن أمّه يربتن على رأسه في حنو ويهمسن: «يا مسكين تموت صبي». الصبية الذين يخرج معهم لرعي الغنم يتقافزون أمامه ويخرجون ألسنتهم له، يهتفون: «ود الموت.. ود الموت». التلاميذ الذين يعودون من المدرسة أعلى القرية ظهراً يمرّون أمام بيتهم وينادون: «الموت الموت يا مُزمّل.. بكره تموت يا مزمل!». يعود المقطع لمجموعة قصصية للكاتب السوداني الصحفي حمور زيادة بعنوان «النوم عند قدمي الجبل» التي صدرت لأول مرة عام 2014، حيث يعيش «مزمل» بطل الحكاية وهو شاب ولد في قرية سودانية تنتشر فيها الأفكار الصوفية على أمل «الموت» بعدما وصلته نبوءة أنه سيموت عندما يبلغ 20 عاماً بعدما ذهبت به أمه إلى الشيخ لمباركته، ليتنبأ بموت الطفل في العشرين من عمره. تعرفت على القصة العجيبة لـ«مُزمّل» من فيلم بعنوان «ستموت في العشرين»، حيث استند الفيلم على حكاية حمور زيادة. عمل على الفيلم المخرج أمجد أبو العلاء عام 2018 وهو الفيلم الروائي الطويل الأول منذ 20 عاماً في السودان.

حرصت أن أشير للتفاصيل العامة لهذا الفيلم الذي أعتبره فيلماً ثقافياً ووثائقياً مهماً استطاع أن يعرّفني أكثر على الثقافة المجتمعية في السودان والبحث فيها، حيث إنه تنتشر أكثر من 40 طريقة صوفية في شوارع السودان مع اختلاف طرقها (الطريقة البرهانية، الطريقة التجانية، الطريقة القادرية، الطريقة السمانية، الطريقة الختمية). ويلعب المذهب الصوفي دوراً قوياً في التأثير على المجتمع السوداني، ويعرف الشيخ عبدالرحيم البرعي أحد أبرز شيوخ الصوفية العاملين في السودان الشخصية الأبرز في هذا الفضاء. دخلت الصوفية في التاريخ الثقافي السوداني لاسيما الأدب وكما يطلق عليه الكاتب السوداني طارق الطيب «تسرب الصوفية»، حيث أشار إلى أن هناك عوامل أسهمت في تسرب التصوف إلى كتاباته، «هناك مسار طويل في حياتي أثّر في رؤيتي: نشأة الطفولة في الكُتّاب وهي نشأة دينية، تأمل الموالد في الحياة الشعبية عن كثب في منطقة الحسينية تحديداً حيث عاشت جدتي لأمي».

تمثل السينما والأفلام أداة قوية للانفتاح على الثقافات المختلفة وتعزيز الانفتاح على الآخر، هل تستطيع الاتجاهات الجديدة في السينما أن تعيد إحياء الثقافة المجتمعية وتخرجها من صمتها المطبق! كم نملك من الروايات التي تستحق أن تحول لعمل سينمائي كبير والتي ألقت الضوء على مراحل مهمة عايشها المجتمع، حقيقة أتمنى أن تحول رواية «البحريات» للروائية أميمة الخميس لفيلم سينمائي ثقافي لاسيما وهي التي تعتبر أن ممارسة العمل الثقافي لا تبتعد كثيراً عن مفهوم العمل النضالي.

arwa_almohanna@


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

السابق إشارات المتسولين !
التالى السجن 158 عاماً لطبيب أمريكي اعتدى على 11 امرأة