من أبوين عشقا تراث الحجاز؛ تقاطع معهما طيبة وهيبة، طرافة ولطافة، رشاقة وأناقة.. ومع شريكة مسيرته منذ العشرين لعُمرها، زوجته «نجدية الحجيلان»؛ صبَّ في روحها «بسمَة»، وملأت حياته «هِمَّة».. وبين أبٍ «مكاوي» وأمٍّ «قصيمية»؛ أربعة ذكور وثلاث بنات ذوو مكانة قانونية وإعلامية واقتصادية.. أبوان عذبان لأبناء تفاخروا بعشقهما.
وعن والده الموظف في «النيابة العامة» (مكتب نائب الملك في الحجاز)؛ تعلَّم «التأصيل» وخاض «التطوير».. ولما ولع بالمعرفة في الشبيبة؛ أصدر صحيفة مخطوطة أسماها «اليقظة»، كتب فيها حسن آل الشيخ وحسين عرب.. وحين رحل قبل الانتهاء من كتابة مذكراته الإعلامية والدبلوماسية؛ أكملتها عائلته حفاظاً على توثيق تاريخه ونتاجه.
أما شغفه بالفنون والآداب يافعاً؛ فانبلجت طاقاته الخطابية والتمثيلية والنقدية والكتابية شعراً ونثراً.. ومن مسامرات في حب «أبو الفنون»؛ وضع إرهاصات أولى للمسرح برعاية أستاذه «عبدالله عبدالجبار».. وفي تحليق اجتماعي قبل وفاته بعام ونصف؛ بادر بدعوة لقاء دوري للرعيل الأول المتقاعد، فحقق أمنيته ثم استأذنهم بالرحيل عن الدنيا.
وبين الإعلام والسياسة والقانون؛ ثلاث مراحل أصَّل فيها تجاربه التراكمية المتوازنة.. مع «الإذاعة» بداية الخمسينات الميلادية؛ مرَّ بكل مجالاتها، مراسلاً ومعداً ومخرجاً، ومراقباً برامجياً، ومديراً عاماً.. وفي عمق «الدبلوماسية» بوزارة الخارجية، مسؤولاً إعلامياً ووزيراً مفوضاً وسفيراً؛ أعاد لنفسه حلماً طفولياً.. أما تخصصه «المحاماة»؛ فأناف إليه بعد نصف قرن.
مع هواه الإذاعي بفضائه الفسيح؛ بات «بابا عباس» رقماً إعلامياً ركنياً.. ولما برع كاتباً للقصة المقروءة أثيرياً عند العشرين؛ بزغت مواهبه الإذاعية بعد المرحلة الجامعية.. ومن «مصنع إذاعي» خلَّاق بصحبة أنيسه وزير الإعلام جميل الحجيلان؛ أدخلا الحناجر النسائية للإذاعة، واكتشفا عبر «مسرح الإذاعة» مواهب طربية غضة طرية أصبحوا اليوم نجوماً.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.