لقد أحسنت المنظمة العربية للتنمية الإدارية صنعاً وهي تعقد مؤتمرها السابع للإعلام والذكاء الاصطناعي في محافظة أسوان، والذي كان سبباً للكثير من الحضور في التعرّف على هذه المدينة الوديعة والمكتنزة بالحضارات والتاريخ والآثار والمواقع ذات القيمة البالغة، كما أود أن أسجل شكري وتقديري لإدارة المنظمة العربية للتنمية الإدارية والتي كما يبدو لي أنها تتبنى هدفاً نبيلاً يضاف لأهدافها النبيلة وهو التعريف الممنهج والمبرمج بالمدن العربية ضمن عملها الدؤوب في الوقوف على التجارب المنوعة والمختلفة بغرض الإثراء بالمحتوى المحلي للمؤتمرات واللقاءات والندوات والورش التي تعقدها بشتى المجالات.
أكثر ما يلفت الانتباه عند زيارة مدينة بأهمية مدينة أسوان هو تعذر وجود رحلات جوية مباشرة من وإلى أسوان والمدن السعودية مثل الرياض وجدة وغيرهما. وهذا في تقديري أحد أسباب اختزال السياحة في مدينة واحدة أو مدينتين. هناك الكثير من المدن المصرية الغنية بالتاريخ والحضارات والمقومات السياحية المهمة والجديرة بأن تتاح لكل من يريدون زيارتها والتعرّف على تاريخها وثقافة وأصالة شعبها على غرار مدينة أسوان.
أنا لا أعرف الاعتبارات التي على أساسها يتم إدراج مدينة من المدن في بلد من البلدان ضمن محطات الطيران في هذه الدولة أو تلك، لكني على يقين أن دراسة متعمقة لأسوان سياحياً واقتصادياً وثقافياً كفيلة بتوليد بلورة الكثير من الفرص الاقتصادية والسياحية والاستثمارية للجانبين.
السياحة هي النقل والمواصلات المباشرة، وإن ربط السياحة بالاقتصاد يقتضي أولاً العمل على توفير وتسهيل نظام النقل والمواصلات المباشرة والميسرة بالمدن ذات القيمة الحضارية والثقافية والسياحية، فلا يمكن الحديث عن سياحة ناجحة اقتصادياً دون توفير وسائل النقل والمواصلات المباشرة والمريحة، والأدلة كثيرة ومعروفة في العديد من التجارب.
إن معرفتي بمستهدفات وزارة السياحة السعودية والاهتمام والعمل الكبير الذي يبذله المسؤولون في وزارة السياحة السعودية يجعلني أقترح أن تتبنى وزارة السياحة السعودية برنامجاً اقتصادياً وثقافياً مدروساً يتبنى التوأمة السياحية مع المدن العربية ذات القيمة الحضارية الثقافية التاريخية بالتكامل أو التشابه مع كل مدينة سعودية سياحية على حدة وفقا لمواصفات ومعايير عالمية للتوأمة.
من المهم أن يشمل برنامج التوأمة السياحية السعودية كل المدن العربية ذات القيمة الحضارية والثقافية والاقتصادية العالية، على أن يتسع فيما بعد ليشمل مدنا غير عربية.
أخيراً، أسجل بالشكر والتقدير الفرصة الرائعة التي أتاحها لنا وللمؤتمرين معالي محافظ أسوان اللواء الدكتور إسماعيل محمد كمال وفريقه الكرام للتعرّف على محافظة أسوان من مختلف زوايا الجمال والروعة التي تمتلكها هذه المحافظة الحالمة من عمق حضاري تاريخي ثقافي وموقع جغرافي وتركيبة سكانية رائعة، ستكون مكسباً لأي توأمة بإذن الله.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.