سياسة الاحتواء تتكون من عناصر عدة اقتصادية وسياسية وعسكرية وثقافية وتحالفات وكذلك بشيطنة الآخر وتلطيخه بالعار عبر آلتها الإعلامية وتبني طموحات الطرف النقيض وإيجاد قاسم مشترك من الرغبات بين الندين، وإرغام الخصم على خيارات ما أو التحايل عليه بتبنيه لطروحات لا تصب في مصلحته علم أم لم يعلم.
سياسة الاحتواء تختلف عن سياسة التطويق وسياسة الاستقطاب. فالاحتواء لغة الضم والاستمالة أما التطويق فهو الحصار والعزلة، فبعد سقوط الاتحاد السوفيتي بدأ الغرب في سياسة تطويق روسيا التي انتهت بالحرب الأوكرانية، وما تفعله أمريكا مع الصين من سياسة تطويق. أما سياسة الاستقطاب هي جلب أكبر عدد من الدول المؤيدة لمبادئ واستراتيجية كل واحد منهم. وهو ما تقوم به واشنطن في الشرق الأوسط من استقطاب دول المنطقة لجانبها.
أربعون عاما استغرقتها سياسة الاحتواء التي قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها ضد الاتحاد السوفيتي. وهذا يثبت أن سياسات الغرب لا تحيد عن أهدافها حتى تحقيقها مهما كانت الخسائر والأضرار. إن المنطقة مخطط لها التقسيم ثم إعادة تقسيم المقسم لكي تحظى بخيرات هذه المنطقة. إن الغرب سوف يستخدم التقنية وكافة قدراته والضغط على المنطقة لتبقى في نطاق نفوذه وسيطرته، وكل مناوراته وتراجعاته الشكلية في واقعها تطبيق لسياساته وخططه التي وضعها للمنطقة.
الاحتواء الذي يعيشه عالمنا سيكون أيضاً باستعمال التقنية التي تسيطر على حياتنا واقتصادنا وقواتنا العسكرية واستقلالنا ووجودنا في عالم اليوم وهو ما يستخدمه الغرب اليوم ضد الآخرين.
إن خير وسيلة للوقف في وجه هذه السياسات هو التحرر الاقتصادي وذلك بتنويع الاقتصاد والعمل على خلق فرص استثمارية كبيرة ومتنوعة مع الشرق وأفريقيا وفي نفس الوقت تكون جذابة للغرب للانخراط في هذه المشروعات البعيدة عن هيمنة الدول الغربية. العمل على كسر احتكار الغرب لوسائل الإعلام العالمية، والخروج عن رقابة وسائل التواصل الغربية، وبناء التقنية ضرورة إلزامية للبقاء كدول مؤثرة ذات سيادة حقيقية. وكذلك تطوير البنية القانونية وخلق مجتمعات حيوية تؤمن بمقدراتها أمور أساسية للخروج من الهيمنة الغربية. ومن المطلوب أيضاً الدخول في تحالفات مع الدول الإسلامية الكبيرة مثل إندونيسيا وباكستان وماليزيا وتفعيل المنظمات القائمة مثل جامعة الدول العربية وغيرها من منظمات سياسية ومالية ودينية ورياضية وثقافية. وتوطين التقنية بالتعاون مع روسيا والصين وغيرها من دول العالم. والاستثمار في المشاريع الواعدة في الشرق بعيداً عن الهيمنة الغربية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.