وحكت سامية جمال عن هذا الموقف الصعب مشيرة إلى أنه كان يتم تصوير الفيلم خلال فترة العدوان الثلاثى على مصر عام 1956، حيث كانت صفارات الإنذار لا تنقطع ليلاً ونهاراً، وبمجرد أن يحل الظلام حتى تنطفى كل الإنارة فى الشوارع، لذلك كان يتحتم على فريق العمل أن يذهب للاستديو مبكرا ًحتى يتم الانتهاء من التصوير قبل أن يحل المساء.
وذات يوم كان مقرراً أن تؤدى الفراشة مشهد يستدرجها فيه استيفان روستى إلى شقة ويخبر حبيبها الذى كان يقوم بدوره شكرى سرحان حتى يوهمه بأنها تخونه ويضبطها فى الشقة، وكان المشهد يقتضى أن يثور شكرى سرحان ويستخرج مسدساً ويطلق منه الرصاص على سامية جمال.
وكان المتبع فى مثل هذه المشاهد أن يتم إفراغ المسدس مما فيه من الرصاص الحى ويتم وضع مادة شمعية بدلاً منه تملأ الفراغ و تحدث دوياً عند إطلاقها يشبه صوت الرصاص.
وقالت سامية جمال أنها شاهدت أحد مساعدى المخرج حسن الصيفى يقوم بهذه المهمة ، ولكن ما كاد الصيفى يعلن بداية التصوير حتى شعرت سامية جمال بالخطر، وسألته :" انت متأكد إنه تم إفراغ الرصاص بالكامل؟"، فأجاب المخرج حسن الصيفى بل ثقة :" طبعا وهى دى أول مرة نعملها؟"، وكانت الفراشة يداهمها شعور غامض بالخوف :" طيب ممكن تتأكد"، فبدت ملامخ الغضب على المخرج الذى أراد الانتهاء من التصوير قبل ان يحل الظلام ، وقال لها :" ياسامية انتى عارفة معندناش وقت لاعتراضات زى دى"، ولكن أصرت الفراشة أن يتم تجربة المسدس قبل بدء التصوير.
وعلى مضض قال حسن الصيفى : خلاص ياستى هنجربها فى المخدة اللى هتنامى عليها ، وأمسك بالمسدس وأطلق منه رصاصة على المخدة، وكانت الصدمة حين خرجت من المسدس رصاصة حقيقية أحرقت المخدة واخترقتها، فصرخت سامية جمال وأصيب الصيفى بحالة ذهول، لأنه لو أطلقت هذه الرصاصة أثناء التصوير كانت ستقتل سامية جمال وتقع كارثة، وفوجئ شكرى سرحان بما حدث مؤكداً أنه لو تم تصوير المشهد كان سيصبح قاتلاً لزميلته، وانطلق المخرج فى ثورة عارمة يعنف المساعدين بعد أن انهارت أعصابه ، ولم يصور المشهد إلا بعد أن تأكد بنفسه من تفريغ المسدس.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.