رياض السنباطى (1906 - 1981) عملاق التلحين، مسيرة إبداعية حافلة للموسيقار الراحل رياض السنباطي، قدم خلالها أكثر من 500 عمل في الأوبرا العربية والأوبريت والاسكتش والأغنية السينمائية والدينية وغيرها من فنون وأشكال الأغنية العربية، من جيل الرواد فى الموسيقى، هو آخر الكلاسيكيين المبدعين، ملأ الدنيا بألحانه سنوات طويلة.
بلغت مؤلفاته الغنائية 540 لحنا بين الأوبرا العربية والأوبريت والإسكتش والديالوج والمونولوج والطقطوقة والأغنية السينمائية والقصيدة والموال إلى جانب 40 مقطوعة موسيقية من تأليفه أثرت المكتبة الموسيقية.
ولد الموسيقار الفنان رياض السنباطى فى مثل اليوم 30 نوفمبر عام 1906، في مدينة فارسكور التابعة لمحافظة دمياط، وكان والده مقرئا تعود الغناء في الموالد والأفراح والأعياد الدينية في القرى والبلدات الريفية المجاورة، حيث شاهد وأحب أباه وهو يعزف على العود، ويغني الغناء الأصيل والتواشيح الدينية، وفي سن التاسعة، ضبطه والده عند جارهم النجار هاربا من المدرسة، يضرب على العود ويغني بصوته أغنية «الصهبجية» لسيد درويش فطرب لصوته، وقرر أن يصطحبه معه للغناء في الأفراح وذاع صيته حتى لقب بلبل المنصورة.
وبناء على نصيحة أصدقائه حضر رياض السنباطى إلى القاهرة فى العشرين من عمره بناء على نصيحة صديق والده الموسيقار سيد درويش، تقدم للدراسة بمعهد الموسيقى الشرقى، ودهشت اللجنة أثناء اختباره من تقاسيم العزف على العود وطريقة غنائه لأغنيات سيد درويش، وصاح مصطفى بك لطفى رئيس المعهد قبلناك بالمعهد ليس كدارس ولكن مدرسا للعود مقابل مكافأة 30 جنيها وراتبا شهريا أربعة جنيهات.
بدأ مدرسا للعود بمعهد الموسيقى
بعد ثلاث سنوات استقال رياض السنباطى من المعهد، حفاظا على كرامته فقد كان المعهد يقيم حفلا موسيقيا يحضره الملك فؤاد ملك مصر، وقد تغير اسم المعهد إلى معهد فؤاد الأول، وفتح الستار وبدأ السنباطى العزف وإذا بهرج ومرج خلفه ولم يستطع التركيز فقد كان العمال يعدون موائد الطعام الخاصة بالحفل فلم تطاوعه كرامته فتوقف عن العزف وغادر المسرح، وحاول مسئولو المعهد عودته بدون جدوى، وفى الصباح قدم السنباطى استقالته ليبدأ مشواره مع التلحين.
قدم رياض السنباطى خلال مشواره الفنى 218 لحنا فى حياته منها 96 أغنية و14 مونولوجا و32 أغنية وطنية، 21 قصيدة، 13 طقطوقة و15 أغنية سينمائية لأم كلثوم وقام بالتمثيل فى ثلاثة أفلام الأول فيلم "الوردة البيضاء" مع عبد الوهاب، وكان دوره نصف دقيقة فقط والثانية فيلم "حلم الشباب"، والثالثة عام 1952 فى فيلم "حبيب قلبى" مع هدى سلطان إخراج حلمى رفلة، وعلى الرغم من نجاح الفيلم وتقديم السنباطي خلاله مجموعة من الأغنيات التي لاقت الاستحسان لدى الجمهور، لم يفكر في تكرار التجربة، من دون إفصاح عن الأسباب إلا أنه قال عن ذلك: "لم أجد نفسي في التمثيل فاللحن هو عالمي المفضل".
انطواء وحب العزلة واتهام بالكبرياء
عرف عن الموسيقار رياض السنباطى حب العزلة وعدم الخروج من بيته إلا للعمل فقط، ومن هنا اتهم بالخجل والتكبر أحيانا، ويرد السنباطى على هذه الاتهامات ويقول: يقولون عني إنني متكبر، وهذا لا ينطبق على الكبرياء فهناك فرق، وآخرون يقولون إنني (براوى)، وناس أخرى قالوا إنني معقد، وكان رد فعلي إنني لم أهتز لمثل هذه الأقاويل، بل تجعلني أزداد حبًا في الوحدة، والابتعاد عن من يقولون عني هذه القصص.
قالت عنه المفكرة الدكتورة نعمات أحمد فؤاد: كان يعلم نفسه وكان يقرأ كثيرا، يسمع كثيرا ويتأمل وينصت كثيرا وطويلا، كان رياض السنباطى إذا لحن يتوقف طويلا أمام المعنى واللفظ، يتحرى الدقة والفهم من القواميس، وبعد هذا كله يسأل الشاعر صاحب الكلمات، يستوثق ويحقق ويدقق من فرط إحساسه بالمسئولية وبكرامة الفنان وحرفة الفن، اهتم بفن التذوق، فن البصيرة واستماع القلب لأبلغ الكلمات..هكذا كان السنباطى مع فن الكلمة وفن الموسيقى، هو قليل الكلام قليل الظهور بشخصه وإن كانت أعماله تعيش معنا كأبنائنا، لأن الحب الحقيقي يسكن القلب..لا يفرض أو يقحم إقحاما، فاز السنباطى لأن موهبته أكبر من الجعجعة، والصمت بالكبرياء أعلى صوتا من الكلام ليبقى بعد ذلك فن الفنان.
وقالت عنه منظمة اليونسكو: "استطاع رياض السنباطى بالموسيقى التي قدمها التأثير على منطقة لها تاريخها الحضارى"، فكان الموسيقار العربى الوحيد الذى حصل عليها، بعد أن رشحه الموسيقار التونسي صالح المهدي لها الذى رد على رسالة عبد الوهاب بأنه لا يوجد عربي واحد لا يعترف بأثر موسيقى السنباطى على الموسيقى العربية، كما صنفه المجلس الدولى للموسيقى بباريس ضمن أفضل 100 موسيقى في العالم.
نيل جائزة الدولة التقديرية
وتقديرا لدوره فى نهضة الموسيقى الشرقية حصل رياض السنباطى على عدة تكريمات فقد كرمه الرئيس جمال عبد الناصر حين حضر إحدى حفلات أم كلثوم وكانت المرة الوحيدة التي حضرها رياض السنباطى مع أم كلثوم على المسرح يقود فرقته الموسيقية، وغنت أم كلثوم أغنية " =طوف وشوف" فمنحه عبد الناصر وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، وأعطاه "السادات" بعد ذلك الدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون وجائزة الدولة التقديرية في الفنون.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة بوابة فيتو ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من بوابة فيتو ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.