كارنيجى: مقترح ترامب وحد العرب.. وحمزاوى: رفض مصر متطابق بين الشعب والحكومة

كتبت رباب فتحى

تحت عنوان "تعليقات ترامب بشأن غزة لم تحظ بترحيب حار في الشرق الأوسط"، ألقى مركز كارنيجي الأمريكي للدراسات، الضوء على الوحدة العربية فى وجه مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخاص بتفريغ غزة من سكانه والاستيلاء على القطاع وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".

وقال الدكتور عمرو حمزاوي أستاذ العلوم السياسية، إن الحكومة المصرية رفضت مرارًا وتكرارًا خططًا من كل من الحكومة الإسرائيلية وترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن، وقوبل أحدث اقتراح لترامب بأن تتولى الولايات المتحدة السيطرة على غزة وتطويرها اقتصاديًا برفض شرس من القاهرة، وأبلغت الحكومة المصرية المسئولين الأمريكيين أن خطط التهجير والضم تهدد معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، التي وقعت عام 1979 برعاية الولايات المتحدة، وتضع العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وتل أبيب على المحك.

وأضاف أن ردود الفعل الشعبية في مصر كانت متسقة تمامًا مع موقف الحكومة، كما انتقد المصريون طلب ترامب بأن تستضيف بلادهم النازحين من غزة، وأعربت النقابات المهنية مثل نقابة الصحفيين وبعض منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية عن اعتراضاتها، وشكلت المشاعر المناهضة للتهجير الخطاب العام من خلال افتتاحيات الصحف والبرامج الحوارية التلفزيونية وتدخلات المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، واستحضارًا للحظات سابقة من المعارضة المصرية للسياسات الأمريكية في الشرق الأوسط، وخاصة في الخمسينيات والستينيات، اتجهت ردود الفعل الشعبية نحو تأطير قومي، داعية الحكومة إلى الوقوف في وجه الولايات المتحدة وعدم الرضوخ لضغوط ترامب.

وأضاف أن خطط التهجير تهدد بشكل مباشر ركيزة من ركائز الأمن القومي المصري كما تهدد الخطط بشكل مباشر السلام بين مصر وإسرائيل، الذي كان منذ عام 1979 قائمًا على الاحترام المتبادل للسيادة الوطنية وعدم الاعتداء، فضلاً عن الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، لطالما قيمت القاهرة شراكتها مع واشنطن باعتبارها مكونًا أساسيًا لسياستها الخارجية التي تخدم مصالح البلدين.

وأكد أن مصر تعتقد بحق أن خطط التهجير في غزة وخطط الضم في الضفة الغربية تهدد بمزيد من زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط وتضع التزام مصر بالسلام وحل النزاعات تحت الضغط.

وحول تأثير المخطط على الاستقرار في المنطقة، قال حمزاوى إن خطط التهجير في غزة وخطط الضم في الضفة الغربية لن تؤدي إلا إلى المزيد من العنف وعدم الاستقرار والمعاناة الإنسانية في الشرق الأوسط، وكما تهدد هذه الخطط المصالح الفلسطينية والمصرية والعربية، فإنها لن تضمن أمن إسرائيل على المدى المتوسط أو الطويل، كما أنها تهدد تحالفات الولايات المتحدة وصداقاتها مع الدول العربية، وفي حين تظل الولايات المتحدة الفاعل الأكثر قوة في المنطقة، فإن حماية المصالح الأمريكية تتطلب علاقات جيدة مع شركائها، وخاصة مصر والأردن والمملكة العربية السعودية، والتحيز الأمريكي تجاه الخطط الإجرامية لليمين المتطرف الإسرائيلي يقوض هذا بالضبط.