وقال روبرت مالي، المبعوث الأمريكي المكلف بشؤون إيران، إن "استمرار إيران في خطواتها النووية الاستفزازية، يقول إن الاتفاق النووي لم يعد له معنى"، مشيرًا إلى أن الفرصة لتحقيق عودة ثنائية إلى خطة العمل المشتركة لن تبقى إلى الأبد، بحسب "سكاي نيوز".
وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إن المفاوضات القائمة في فيينا حول الاتفاق النووي لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية.وطرحت التصريحات الأمريكية تساؤلات بشأن مستقبل المفاوضات ومدى جدية إدارة بايدن في إمكانية الانسحاب من الاتفاق النووي، في حال أصرت إيران على شروطها.
خيار مطروح
بدوره، اعتبر الدكتور رامي الخليفة العلي، الباحث في الفلسفة السياسية بجامعة باريس، أن التخلي عن الاتفاق النووي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بات خيارًا مطروحًا على الطاولة، في حال أصرت طهران على التمسك بمواقفها.
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، الأزمة الرئيسية هي موضوع العقوبات، حيث تشترط إيران رفع كافة العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية، بما فيها تلك المتعلقة بالحرس الثوري والميليشيات التي تدعمها طهران، وسياسة إيران في المنطقة وبرنامجها الصاروخي.
ويرى العلي أن أمريكا لن تذهب مع إيران في رفع كافة العقوبات، فالأمر ليس متعلقا فقط برغبة الإدارة الأمريكية، ولكن بإمكانية تمرير أي اتفاق في الكونغرس الأمريكي، حيث لا يزال هناك معارضة قوية لإيران في الكونغرس، وإدارة بايدن لن تتراجع عن هذه النقطة الأساسية.
ويعتقد الباحث السياسي أن هناك موقفًا آخر يؤثر على الموقف الأمريكي في هذا الشأن، وهو الفشل الذي عانت منه إدارة ترامب، بالتالي لا يمكن لإدارة بايدن أن تضع نفسها في مرمى نيران النقد السياسي سواء من الحزب الجمهوري أو الديمقراطي تجاه أي فشل في التعامل مع إيران، لذلك سوف نشهد تمسكًا أكبر من قبل أمريكا بمواقفها خلال الفترة القادمة، بالتالي هناك إمكانية لتخلي واشنطن عن المفاوضات إذا ما أصرت طهران على مواقفها.
لكن ذلك لن يكون في الأمد القريب، بحسب العلي الذي يرى أن هناك مرونة من قبل الطرفين حيث لا يرغب أي منهما في مواجهة شاملة، وسوف يكون هناك حالة من الشد والجذب الفترة القادمة، بيد أن كافة الخيارات موجودة على الطاولة.
من جانبه، يرى الدكتور محمد محسن أبوالنور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية (أفايب)، أن الولايات المتحدة الأمريكية تستخدم مسألة التخلي عن الاتفاق النووي أو الخروج من المفاوضات كأداة ضاغطة على إيران لدفعها للذهاب إلى مفاوضات فيينا.
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، الضغوط الأمريكية تأتي رغم علم إدارة بايدن أن الحكومة الإيرانية حتى هذه اللحظة لم تقر قانونيًا في البرلمان، ومن المقرر أن ينتهي البرلمان غدا الأربعاء من إقرار كل أعضاء الحكومة الإيرانية بعد أن ناقش تقريبًا 11 وزيرا في الأيام الماضية.
ويعتقد أبوالنور أن الحكومة الإيرانية أمامها عدة أيام لتكون مكتملة لاتخاذ قرار ما بشأن الذهاب لفيينا، مؤكدا أن ذهاب طهران للجولة السابعة للمفاوضات غير المباشرة مع أمريكا في فيينا مسألة وقت لا أكثر.
وأكد أبوالنور أن أمريكا غير جادة في مسألة عدم ذهابها لمفاوضات فيينا، لكنها فقط تضغط على طهران وعلى المجتمع الدولي الذي يوفر لإيران مظلة سياسية في تلك المفاوضات.
مماطلة أمريكية
من جانبه، اعتبر الدكتور عماد ابشناس، المحلل السياسي الإيراني، أن السبب في توقف مفاوضات فيينا هو عدم جدية الولايات المتحدة الأمريكية في موضوع رفع العقوبات، وعودة الجميع للاتفاق النووي.
وبحسب حديث سابق له مع "سبوتنيك"، من ضمن أسباب تعثر مفاوضات فيينا إصرار أمريكا على إدراج موضوع البرنامج الدفاعي والنفوذ الإقليمي الإيراني بطريقة ما في حصيلة المفاوضات.
وتابع: "في حين أن الشرط الأساسي لإيران قبل المفاوضات، كان أن يتم بحث سبل عودة الجميع للاتفاق النووي ورفع العقوبات، وكان الأوروبيون قد أكدوا أن مفاوضات فيينا لن تتطرق لأي موضوع خارج هذا الإطار".
أما عن الجانب الإيراني، فيرى ابشناس أن توقفه عن التفاوض في فيينا جاء بسبب تغيير السلطة الإيرانية، والانتظار حتى تتشكل الحكومة الجديدة، ومن ثم تشكيل فريق التفاوض الجديد.يذكر أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أصدرت مؤخرا تقريرا ذكرت فيه أن إيران تخصب اليورانيوم للمستوى الذي يمكنها من صنع سلاح نووي، قائلة: "إن إيران انتقلت من تخصيب بنسبة 20% إلى نسبة تبلغ 60% في أبريل/ نيسان الماضي".
بالمقابل، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، في بيان: "نؤكد على أن برنامجنا النووي سلمي وليست له أي أهداف عسكرية"، مضيفا "الاتفاق النووي يحفظ لنا حق خفض التزاماتنا النووية".
وتابع خطيب زاده: "في حال عادت جميع الأطراف إلى التزاماتها في الاتفاق النووي وقامت واشنطن برفع العقوبات أحادية الجانب بشكل كامل وعملي وقابل للتأكد تقوم إيران فورا بالتراجع عن خطواتها التي اتخذتها بتقليص تعهداتها النووية".
يذكر أن المحادثات النووية التي انطلقت في أبريل الماضي، في العاصمة النمساوية، لم تتوصل، بعد 6 جولات من اللقاءات التي تمت بين الدول الغربية وإيران، برعاية الاتحاد الأوروبي، ومشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة، إلى توافق يعيد إحياء الاتفاق الذي تهاوى منذ العام 2018.
وتطالب طهران واشنطن برفع العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب قبل تراجعها عن الخطوات التي اتّخذتها بالتخلي عن الامتثال الكامل للاتفاق.
وفي المحادثات الهادفة لإحياء الاتفاق يختلف الجانبان الأمريكي والإيراني على الخطوات التي يتعين اتخاذها وتوقيت إزالة الشكوك المتبادلة وضمان الامتثال الكامل لبنوده.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة SputnikNews ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من SputnikNews ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.