فخلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ، يوم الثلاثاء الماضي، رد بلينكن بـ"نعم"، عندما سأله السناتور جيمس ريش: "هل أنت موافق مع أن القدس هي عاصمة إسرائيل وهل تلتزم بالحفاظ على سفارة الولايات المتحدة في القدس؟".
وقال مراقبون إن "فلسطين شعبًا وقيادة لا يعولون على أي من الإدارات الأمريكية، رغم التصريحات المتفائلة للرئيس بايدن"، مؤكدين أن "تصريحات وزير الخارجية جريمة حرب وجاءت مخيبة للآمال".
وأعرب بلينكن خلال جلسة الاستماع أيضا عن "تأييده لحل الدولتين"، مشيرا إلى أن "تسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي تعتبر تحديا كبيرا، وأنه من الصعب تحقيق التقدم فيها في الوقت القريب".
رهان خاطئ
قال أستاذ العلوم السياسية والمستشار الفلسطيني في العلاقات الدولية، الدكتور أسامة شعث:
إن "السياسة الأمريكية لديها استراتيجية واحدة تجاه القضية الفلسطينية لا تتغير بتغير الرؤساء وإداراتهم".
وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "الشعب الفلسطيني منذ البداية لم يراهن على أي من الإدارات الأمريكية السابقة بدءا بإدارة جورج بوش الأب وكلينتون وأوباما وحتى إدارة بايدن".
وتابع، "شعبنا وقيادته يدركون تماما حجم التحالف الاستراتيجي والإسناد الأمريكي اللا محدود للاحتلال الإسرائيلي، ولذلك منذ شاركت القيادة الفلسطينية في عملية السلام لم تراهن على اأي من إدارات واشنطن".وأكمل: "الاستراتيجية الفلسطينية منذ البداية، كانت تسعى لتحييد الإدارات الأمريكية السابقة أثناء رعايتها للمفاوضات والحصول على ضمانات صريحة بالتزامها بحل الدولتين وبالقرارات الدولية، وكذلك سعت القيادة الفلسطينية لإثبات حسن نواياها ورغبتها الصادقة والصريحة بتحقيق السلام".
واستطرد: "لذلك كانت تلك الإدارات الأمريكية تتعاطى بمرونة مع القيادة الفلسطينية وتمارس بعض الضغوط على الاحتلال لوقف الاستيطان أو غير ذلك، لكنها أبدا لم تضغط على الاحتلال لسحب قواته من الأرض المحتلة ولم تجبره على قبول قرارات الشرعية الدولية كما أنها لم تعترف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة، رغم أنها صاحبة فكرة حل الدولتين في خطة خارطة الطريق وغيرها من المبادرات".
وأكد أن "ترامب وإدارته كان أكثر عدوانية في سلوكه وإجراءاته ضد الشعب الفلسطيني من كل الإدارات الأمريكية السابقة"، مشيرًا إلى "تأكيده أن إدارة بايدن ستعمل على إعادة العلاقات مع القيادة الفلسطينية وإلغاء العديد من قرارات ترامب لكنها لن تلغي اعترافها بأن القدس كعاصمة للاحتلال، ولن تقوم بإعادة نقل سفارة واشنطن لتل أبيب لأنه قرار صادر بالأساس عن الكونغرس وهذا يعني أنه جزء من الخطوات الاستراتيجية الأمريكية".
وأشار إلى أن "إدارة بايدن ستحاول العودة للسلوك التقليدي الأمريكي في إدارة المفاوضات ولذلك ستضطر لإعادة العلاقات الفلسطينية الأمريكية مجددا لإطلاق المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وربما ستحاول تقديم حزمة من الإغراءات لإعادة القيادة الفلسطينية للمفاوضات".
خيبة أمل جديدة
من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني المستشار زيد الأيوبي إن "تصريحات وزير الخارجية الأمريكي الحديد بشأن الحقوق الفلسطينية ووضعية مدينة القدس جاءت مخيبة للآمال خصوصا عندما أكد أن إدارة الرئيس جو بايدن سوف تواصل الاعتراف بالقدس كعاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي".
وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "تغليف هذه التصريحات العدائية بكلام معسول عن حل الدولتين لا يخرج كلام وزير الخارجية الأمريكي الجديد عن سياق الاعتداء على الشعب الفلسطيني والانحياز لدولة الاحتلال".ونوه الأيوبي إلى أن "هذه المواقف للإدارة الأمريكية الجديدة تدل على أن أمريكا ترعى الاستيطان الإسرائيلي في القدس والضفة الغربية بل أن مواقفها العدائية للشعب الفلسطيني تمس السلم والأمن الإقليمي".
وأشار الإيوبي إلى أن "الولايات المتحدة الأمريكية ترتكب جريمة حرب بالاشتراك بحق الشعب الفلسطيني خصوصا من خلال دعمها الاحتلال الإسرائيلي وإعطائه الضوء الأخضر لمواصلة مشاريعه الاحتلالية الهادفة لتقويض حل الدولتين وتصفية القضية الفلسطينية".
وأكد أنه "لا قيمة لتصريحات وزير الخارجية الأمريكي ومواقف الإدارة الأمريكية في القانون الدولي خصوصا وأن عشرات القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي تؤكد أن كل إجراءات الاحتلال في مدينة القدس لا يغير من وصفها مدينة محتلة ولا يكسب الإسرائيليين فيها أي حق مستقبلي".
وناشد الأيوبي المجتمع الدولي وفي مقدمته روسيا الاتحادية "بالتحرك العاجل للجم العدوان الإسرائيلي المدعوم من الإدارة الأمريكية الجديدة وإرغام حكومة الاحتلال على وقف مشاريعها الاستيطانية في القدس والعودة لطاولة المفاوضات".
الجدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل إلى القدس، ووصفها بـ "عاصمة إسرائيل" في مايو 2018، في خطوة وافق عليها الكونغرس منذ التسعينات، على الرغم من أن الإدارات السابقة أوقفت تنفيذها.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة SputnikNews ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من SputnikNews ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.