من قلب مدينة حلب السورية الشهيرة بمطبخها الغني، يسكب خالد دليل، مكاييل السكر في قدر كبير، يمزجها بماء الورد، حتى يغلي الخليط ويتماسك، فيما يساعده عمال آخرون في صبه على لوح من الرخام يسمى "المرمرة"، قبل تبريده وتقليبه في الطحين المحمص، ومن ثم سحبه على شكل حلقات متساوية السماكة ليشكل عجينة سكرية ستصبح لاحقاً الأكلة الرمضانية الأشهر في حلب: "غزل البنات".
منذ نحو ثلاثين عاماً، ومن ضمنها أحلك مراحل الحرب التي اجتاحت هذه المدينة المشبعة بالتاريخ، لم ينقطع دليل، وهو صاحب متجر لـ "غزل البنات"، عن صنع هذه الحلوى المميزة التي لا يتم تقديمها إلا خلال شهر رمضان المبارك، مبينا لـ"سبوتنيك"، أنه ورث هذه المهنة من آبائه، الذين ورثوها بدورهم عن أجدادهم على مر مئة وخمسين سنة مضت.
© Sputnik . Kareem Tebi
غزل البنات حلوى رمضان في حلب القديمة، سوريا 26 أبريل 2021
يستفيض دليل في الحديث عن أنواع غزل البنات، بدءاً من (المغشوشة) إلى (القيمع) وليس انتهاءً بـ (المحشية بالفستق الحلبي).
تشترك جميع هذه الأنواع بنفس طريقة تحضير خيوط الغزل الناعمة التي تذوب في الفم، وتختلف فقط من حيث الحشو والزينة، فتنكسب القشطة برويّ من بعضها، فيما تمتزج البوظة مع المكسرات في أنواع أخرى.
© Sputnik . Kareem Tebi
غزل البنات حلوى رمضان في حلب القديمة، سوريا 26 أبريل 2021
قبيل فترة الفطور مساء كل يوم، ترتصف قطع غزل البنات بالغة التأنق على "صينيّة" عتيقة، تتدافع بخجل، تتدثر بالطحين وتزينها القشطة، البوظة، والفستق لتظهر في أبهى حلة، مشكلةً لوحة مبهرة تضاف لرصيد تراث مدينة حلب العريق.
1 / 5
© Sputnik . Kareem Tebi
غزل البنات حلوى رمضان في حلب القديمة، سوريا 26 أبريل 2021
تتعاون أيدي كثيرة في ورشات صناعة غزل البنات، لتقدم تحلية لطيفة تملأ الأحشاء والقلوب، حيث يعتز العمال في متجر دليل بأن أصل هذه التحلية حلبي، ويتحدثون عن مدى ارتباطها بروح المدينة لا سيما خلال الشهر الفضيل.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة SputnikNews ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من SputnikNews ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.